فاز الأهلي وتأهل.. لكنه لم يقنعنا بمستواه ولم يمتعنا بأدائه, ولم يكن هو الفريق الذي شاهدناه يوم الاثنين الماضي أمام بتروجت في الدوري وحقق فوزا هزيلا بهدفين بلا رد علي حساب فريق جانرز الزيمبابوي المتواضع في عودة دور الـ32 بدوري الأبطال الإفريقي لكرة القدم
ليتأهل لدور الـ16 من ثقب إبرة وبالحد الأدني من الأهداف بعدما خسر بهدف في ذهاب هذا الدور وفاز بفارق هدفين في العودة لتصبح النتيجة النهائية1/2. وسجل أحمد شكري هدف الأهلي الأول في الدقيقة20 وأضاف محمد سمير الهدف الثاني في الدقيقة44 وضاع خلال الشوط الأول العديد من الفرص السهلة وكانت السيطرة كاملة للأهلي خلال أول45 دقيقة.. وفي الشوط الثاني تراجع الأهلي كثيرا ليظل جمهور الأهلي في حالة قلق طوال45 دقيقة قاتلة لم يسجل خلالها أي هدف وربما سوء حالة بعض اللاعبين هو ما أدي إلي ظهور الأهلي بهذا الشكل.. بجانب أشياء غريبة في التشكيل بالإصرار علي لاعب مثل أحمد علي والاعتماد علي مهاجم وحيد في مباراة تحتاج لفوز بأكثر من هدفين, كان من الممكن أن تكون البداية بوجود فتحي في اليمين والدفع بشبيطة أو حسن بجوار عاشور مع وجود بركات وابو تريكة في الوسط ومهاجم ثان بجوار عماد متعب لكن يبدو أن البدري لا يثق في أي مهاجم آخر بالفريق لهذا يعتمد علي اللاعبين أصحاب القدرات الهجومية في الوسط لهذا لم يتم استغلال كل الفرص السهلة التي أتيحت علي مدار شوطين لأنه لا يعقل أن يفعل متعب كل شيء بمفرده ويكفي أنه تسبب في ركلتي جزاء في الشوط الثاني وأهدر هدفين.
وصادف النجم محمد أبو تريكة سوء حظ غريب بإهدار ركلة جزاء وفرصة إحراز هدف بكرة اصطدمت بالقائم ولم يكمل اللقاء وخرج ولجأ البدري للأداء الدفاعي أمام فريق معدوم القدرات وكانت كل تغييراته تقريبا دفاعية للحفاظ علي الفوز لكن مر الوقت بصعوبة بالغة في ظل نشاط الجانرز في الشوط الثاني وتشكيله خطورة كبيرة علي مرمي أحمد عادل عبد المنعم, المهم أن الأهلي كان دون المستوي وعلي عكس التوقعات وكان من السهل أن يودع دوري الأبطال مبكرا أمام فريق بلا سمعة أو اسم.. الأهلي يعاني من التذبذب وعدم الاستمرارية في الأداء الجيد.. أداء الأهلي ومستواه لابد أن يثير القلق لدي عشاقه. ومعظم اللاعبين لم يقدموا مستوي قويا باستثناء أحمد فتحي الذي لعب في اليمين واليسار والعمق وأجاد شكري وبركات والأطراف مازالت مشكلة خصوصا الناحية اليمني السيئة مع أحمد علي. بعد سيطرة كاملة واستحواذ مطلق نجح الأهلي في إنهاء الشوط الأول لمصلحته بهدفين بلا رد وكان من السهل أن تصل النتيجة لثلاثة أو أربعة أهداف علي الأقل لكن الأهلي لم يستغل الفرص السهلة التي أتيحت له ومنها ركلة جزاء أهدرها محمد ابو تريكة.. الأهلي لعب بتشكيلة ضمت كلا من أحمد عادل عبد المنعم في حراسة المرمي, أمامه الرباعي أحمد علي الذي لا يعرف أحد سر عودته لليمين رغم تواضع مستواه ووائل جمعة ومحمد سمير وسيد معوض وأمامهم في الارتكاز لاعبين هما حسام عاشور وأحمد فتحي.. وأمامهما الثلاثي محمد بركات ومحمد ابو تريكة واحمد شكري وفي المقدمة عماد متعب وكان تريكة يدخل مع متعب أو شكري وكانت تحركات شكري وبركات بالتبادل في أماكن كثيرة بالملعب.
وبالرغم من سوء حالة فريق جانرز إلا أن الأهلي لم يستغل ذلك بسبب عدم الأداء الجيد للأطراف وخصوصا الناحية اليمني التي شغلها أحمد علي وهو لاعب لم يمرر كرة صحيحة واحدة بالعرض للمهاجمين الأمر الذي أصاب اليمين بالشلل باستثناء المحاولات التي قام بها أحمد فتحي أو أحمد شكري ولا أحد يدري لماذا لم يلعب فتحي في اليمين كما كان في لقاء بتروجت علي أن يشارك في الوسط أحمد حسن أو شبيطة لكنها في النهاية وجهة نظر الجهاز الفني بقيادة حسام البدري أما اليسار فقد حاول سيد معوض لكنه لم يكن مؤثرا بالدرجة الكافية ومرر أرضية واحدة شكلت خطورة فيما تأثر أبو تريكة بالرقابة الشديدة التي تعرض لها ووجود8 لاعبين بشكل مستمر داخل منطقة الجزاء وكانت حركة محمد بركات جيدة وتمريراته داخل المنطقة سواء من كرة ثابتة أو متحركة خطيرة ومنها جاء الهدف الأول. وواجه ابو تريكة سوء حظ غريب سواء في إهداره لركلة جزاء بعد14 دقيقة بجانب كرة أخري سددها اصطدمت بالقائم الأيسر لمرمي جانرز.
الأهلي أتيحت له4 فرص حقيقية للتسجيل استغل اثنتين منهما حيث سجل أحمد شكري بارتقاء جميل عندما استقبل كرة ماكرة لمحمد بركات في الدقيقة20 ليتقدم الأهلي بهدف جميل ثم هدف ثان سجله محمد سمير في الدقيقة44 وطالبت الجماهير باسنادها لابو تريكة لكن سمير ذهب حسب تعليمات الجهاز الفني وسجل هدفا.. اما فريق جانرز فوصل مرتين فقط لمرمي الأهلي وشكل خطورة وكان يدافع بـ8 لاعبين طوال الوقت. وقدم عماد متعب خلال هذا الشوط مستوي متميز وتسبب في ركلتي الجزاء بسرعته ومهاراته وهو من أخطر المهاجمين داخل منطقة الجزاء. وأدار الحكم هذا الشوط بشكل متميز وكان قراره في ركلتي الجزاء سليما تماما وكانت تحركاته جيدة وقريبة من الكرة لينتهي الشوط الأول بتفوق الأهلي بهدفين بلا رد. ومع بداية الشوط الثاني يحدث ارتباك بين مدافعي الأهلي وحارس المرمي احمد عادل عبد المنعم الذي أخطأ في الخروج ولولا سوء تصرف مهاجم الجانرز لكانت هدفا وبعدها يرد الأهلي بهجمة عن طريق بركات الذي تحرك في الناحية اليمني ولعب عرضية استقبلها عماد متعب وسددها تحت ضغط أمسكها الحارس بصعوبة.
ويجري حسام البدري أول تغيير عندما سحب محمد ابو تريكة ودفع بأحمد حسن.. وينفذ جانرز هجمة خطيرة بعدما بدأ يتخلي عن حذره الدفاعي علي أمل تسجيل هدف يعيد له الأمل لا سيما أن النتيجة لم تتجاوز هدفين.. المهم ان جانرز شهد تغييرا في أسلوبه فبعدما كان يدافع بـ8 لاعبين تقدم بعضهم لوسط الملعب للمساندة في العملية الهجومية. ويتبادل لاعبو الأهلي الكرة داخل منطقة الـ18 ويسدد متعب في يد الحارس ثم تسديدة لشكري من خارج المنطقة. ويظهر لأول مرة أربعة لاعبين من جانرز في الثلث الهجومي بعد مرور60 دقيقة من عمر اللقاء. وعلي مدار20 دقيقة من هذا الشوط لم ينجح الأهلي في تشكيل الخطورة الكافية حتي الكرات التي وصلت لمتعب من الناحية اليمني التي نشط فيها فتحي وبركات ولم يستفد منها لضعف التسديد وكانت مهمة متعب صعبة لوجوده بمفرده بشكل مستمر بين أربعة أو خمسة مدافعين علي الأقل لاسيما أن بركات كان يتحرك من خارج الصندوق الأمر الذي جعل هجوم الأهلي بلا مخالب حقيقية طوال هذا الوقت وهو ما جعله وجماهيره في موقف غير آمن.
ويلعب علي صديقي بدلا من ماسوس في الدقيقة69 لتدعيم الهجوم الزيمبابوي. ويتهاون الأهلي ويظهر الجانرز بشكل خطير وتنخلع قلوب جماهير الأهلي عندما انفرد علي صديقي وحاول التمرير لنورمان مارتو لكن الدفاع أنقذ لسوء التمرير وأصبح اللقاء سجالا وتاه الأهلي بشكل غريب للاعتماد علي مهاجم واحد فقط.. وفي ظل نشاط الجانرز في وسط الملعب دفع البدري باللاعب شهاب احمد بدلا من احمد شكري لاستعادة السيطرة علي الوسط من جديد بعدما سيطرت الفردية علي الأداء وغابت الجماعية.. وكاد الجانرز أن يفعلها في الدقيقة77 من تسديدة صاروخية أنقذها أحمد عادل عبد المنعم ببراعة ثم يهدر عماد متعب فرصة سهلة بغرابة وهو منفرد تماما بالمرمي وضعها فوق العارضة لتضيع أهم وأبرز فرصة للأهلي في هذا الشوط. ويظهر سيد معوض بعد اختفاء طويل في الناحية اليسري ويتقدم بكرة لكنه سددها سيئة تحت ضغط الدفاع الزيمبابوي. وتظهر خطورة جانرز بشكل كبير بعدما تقدموا للهجوم بقوة ونفذوا أكثر من هجمة كان من السهل أن تسفر إحداها عن هدف يحول أفراح الأهلي إلي أحزان وفشل وسط الأهلي في السيطرة والتصدي لتقدم الجانرز الذي كان يصل بسهولة لمرمي عادل عبد المنعم. وخرج نورمان ماروتو ولعب جيمي. ويلجأ البدري للنواحي الدفاعية فيسحب بركات ويدفع بمصطفي شبيطة لتعزيز وسط الملعب والمحافظة علي التقدم بهدفين ليلعب شهاب وفتحي وعاشور وشبيطة في الوسط وأمامهم أحمد حسن وفي المقدمة متعب وحيدا الأمر الذي أثر علي شكل وأداء الأهلي الهجومي ويتغاضي الحكم عن إنذار أحمد حسن للعبه الكرة بعد الصفارة وتمر الدقائق الأخيرة بصعوبة علي جمهور الأهلي خوفا من كرة هناك تطيح بالفريق لكن صفارة الحكم المغربي رضوان جيد أنهت الموقف ليفوز الأهلي2/ صفر ويتأهل لدور الـ16 بالفوز بمجموع1/2 لسابق هزيمته في هراري بهدف. وبهذه النتيجة يواجه الأهلي فريق الاتحاد الليبي في دور الـــ16 بعد ان تخطي بطل ليبيا فريق الدفاع الحسني المغربي بالفوز(3/4) بركلات الترجيح في المغرب بعد ان إنتهي الوقتين الأصلي والاضافي من اللقاء بالتعادل(1/1).