مباراتا اليوم في المرحلة الثانية والاخيرة من دور الـ ٨ لكأس مصر لكرة القدم واللتان ستجريان باستاد السلام والقاهرة الدولي ستشهدان صراعا شرسا وكفاحا مستميتا بين اطرافها الاربعة من اجل التأهل للدور نصف النهائي.. سيسعي كل فريق لحسم الموقعة لصالحه وسيقاتل اللاعبون من اجل ترجيح كفة كل فريق طموحا لمواصلة المسيرة الموفقة بلوغا للغاية الاسمي وهي تحقيق كأس ثاني كبري المسابقات المحلية الجماهيرية.
لن تكون للنتائج التي حققتها الفرق الاربعة في دور الـ ٦١ والعروض التي قدمتها في الاسبوع الماضي اي تأثيرات ولن تكشف عن اية خلفيات حتي وان سلمنا بأن لاعبي الاهلي اجتازوا اكبر العقبات وحققوا اغلي وادسم المكتسبات بعد تغلبهم بثلاثية مقابل هدف وحيد علي ندهم التقليدي الزمالك في »البطولة الخاصة« التي جمعت الفريقين يوم الاربعاء.. وحسنا فعل الجهاز الفني بقيادة حسام البدري وهادي خشبة عندما اقتصدا في الاحساس بالفرحة والغيا مظاهر الاحتفال بهذا الفوز بالرغم من اهميته لتذكير اللاعبين بانه مجرد خطوة او درجة في مشوار طويل ووعر ومسيرة عسيرة وشرسة لا تؤتي ثمارها اليافعة الا مع بلوغ منتهاها وتحقيق هدفها النهائي العزيز والقبض علي كأسها الثمين والمحافظة علي لقبها الغالي.
ولعل الفرق المتنافسة يجمعها بعض المعالم وتشترك في الكثير من المعاناة بسبب تلاحق المباريات وزيادة عدد الغائبين لاسباب مختلفة خاصة للاصابة والارهاق الشديد الذي لحق بمعظم اللاعبين من الجهود المضنية التي بذلوها طوال الموسم سواء لتحقيق الدرع الثمين او احتلال مركز متقدم في جدول ترتيب الاندية.. وتعالوا نستعرض بعض هذه المعالم ونتوقف امام بعض ظواهر المعاناة في المباراة الاكثر جماهيرية والاوفر اقبالا والمزمع انتهاء هذا الدور بها وهي التي تجمع بين بتروجت مع الاهلي.
غياب المهاجمين
يشترك الفريقان المتنافسان في مواجهة ظاهرة سلبية هي غياب عدد كبير من رؤوس الحربة والركائز الهجومية بهما.. ولا يمكن ان نقلل من تأثير هذه الظاهرة او نخفف من مدي جسامة توابعها علي فريق دون الاخر.. الاهلي يعاني من غياب افضل مهاجم ليس فيه فحسب بل ربما في مصر وواحد من افضل مهاجمي افريقيا هو عماد متعب.. اثبت متعب انه رأس حربة لا يشق له غبار بالهدف الجميل الملعوب الذي احرزه في شباك الاتحاد الليبي مستخدما فيه قدميه ومحرزا اياه في زاوية وبسرعة قاتلة وفي ظل حراسة من ثلاثة مدافعين ليبيين.. الغريب ان بديل متعب الاول هو محمد فضل سيغيب ايضا بسبب العضلة الضامة.. ومعهما ربما غاب اسامة حسني وهاني العجيزي وهما الثالث والرابع في الترتيب.. ولن يجد البدري سوي فرانسيس الليبيري او بلال المصري وكليهما خارج نطاق الخطورة.
وعلي الجانب المقابل ورغم وجود سيد حمدي كمهاجم اساسي ولو في الفترة الاخيرة غير ان غياب ريك بيكوي يؤثر بالسلب علي هجوم بتروجت.. لكن الغياب الذي لا يستطيع بتروجت تعويضه يتمثل في لاعبي الوسط الداعمين للهجوم والمكثفين للهجمات وبينهم الافضل بين كل هذه العناصر وهو وليد سليمان الذي يؤكد المدير الفني للاهلي احتياج اي فريق مصري لمهارات ومواهب هذا اللاعب النحيل.. ويزيد من عمق تأثير الغياب في النادي البترولي عدم تواجد محمود عبدالحكيم صانع الالعاب ومخ الفريق والذي يعتمد الكابتن مختار تماما عليه في بناء الهجمات من العمق والتمرير المتقن بعد المراوغات المجدية لزملائه بكرات متقنة وفي المكان المناسب.. يأتي مع سليمان وعبدالحكيم المدفعجي احمد شعبان الذي يمارس مهارة التسديد القوي الموجه من مسافات متباينة وزوايا مختلفة.. بقية الغيابات في الجانبين رغم انها تضم بعض الاسماء الشهيرة خاصة في بتروجت امثال زكري والنوبي وكوفي وعمرو لن تكون مؤثرة كما لغياب الاخرين لان معظم هؤلاء من الخطوط الخلفية التي يمكن تعويض عدم وجودهم ويتوفر لهم بدلاء في قائمة الـ ٨١ بالفريق.
يشترك الفريقان ايضا في ان قياديتهما الفنيتين من المدرسة التدريبية الاهلوية والتي تخرج فيها كل العناصر في الجانبين مختار مختار ومحمود صالح وهاني البعثي في بتروجت.. وحسام البدري وعلاء ميهوب ومحمد يوسف بالاهلي غير ان هناك فارقاً واضحاً يتمثل في الاستقرار النسبي الذي يظلل الجهاز الفني للاهلي بعد تجديد الثقة حتي ولو بصورة شفوية وبكلمة شرف بالنسبة لجهاز البدري.. اما الكابتن مختار ومعاونوه فقد يكون هذا اللقاء هو الاخير في ظل قيادته الرشيدة التي استمرت لخمسة مواسم وحقق فيها نجاحات طيبة ولا ادري لماذا لا يتمسك به مجلس ادارة بتروجت برئاسة المهندس فخري عيد.. كما لا ادري ايضا لماذا اعلن مختار نيته في الابتعاد لاحتجاب مع ان الاثنين من الاكفاء المحترمين في هذه الساحة التي تعج وتزخر بأنواع عديدة مختلفة وترتدي قناعات مهيبة.