قدم كثير من طلابنا أبحاثا عن العلماء وهذا ملخصا لما قدموه لمن أراد الاطلاع والمعرفه
الخوارزمي
هو أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي ( أبو حعفر ) عاش في الفترة الزمنية الممتدة بين (حوالي 781 و حتى حوالي 845 ) كان من أوائل علماء الرياضيات المسلمين حيث ساهمت أعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات في عصره .
انتقلت عائلته من مدينة خوارزم في خراسان إلى بغداد في العراق و هناك أسس الخوارزمي معظم أبحاثه بين عامي 813 و 833 في دار الحكمة التي أسسها الخليفة العباسي المأمون و نشر أعماله باللغة العربية التي كانت لغة العلم في ذلك العصر
ترك الخوارزمي عدداً من المؤلفات أهمها: الزيج الأول، الزيج الثاني المعروف بالسند هند، كتاب الرخامة، كتاب العمل بالإسطرلاب، كتاب الجبر والمقابلة الذي ألَّفه لما يلزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم، وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم، وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأرضين وكرى الأنهار والهندسة، وغير ذلك من وجوهه وفنونه. ويعالج كتاب الجبر والمقابلة المعاملات التي تجري بين الناس كالبيع والشراء، وصرافة الدراهم، والتأجير، كما يبحث في أعمال مسح الأرض فيعين وحدة القياس، ويقوم بأعمال تطبيقية تتناول مساحة بعض السطوح، ومساحة الدائرة، ومساحة قطعة الدائرة، وقد عين لذلك قيمة النسبة التقريبية ط فكانت 7/22، وتوصل أيضاً إلى حساب بعض الأجسام، كالهرم الثلاثي، والهرم الرباعي والمخروط.
ابتكر الخوارزمي مفهموم الخوارزمية في الرياضيات و علم الحاسب (مما أعطاه لقب أبي الحاسب عند البعض )حتى أنّ كلمة خوارزمية في عديد من اللغات اشتقت من اسمه (و منها algorithm بالانكليزية)
أدت أعمالهم المنهجيمة و المنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية إلى نشوء علم الجبر حتى ان العلم اخذ اسمه من كتابه حساب الجبر و المقابلة، الذي نشره عام 830 و انتقلت هذه الكلمة الى العديد من اللغات Algebra) في الانكليزية). بالأضافة لذلك قام الخوارزمي بأعمال هامة في حقول المثلثات و الجغرافية و رسم الخرائط كما أنّ اعمال الخوارزمي الكبيرة في مجال الرياضيات كانت نتيجة لابحاثه الخاصة، الا انه قد انجز الكثير في تجميع و تطوير المعلومات التي كانت موجودة مسبقا عند الاغريق و في الهند، فاعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق.
بفضل الخوارزمي يستخدم العالم الأرقام العربية التي غيرت و بشكل جذري مفهومنا عن الاعداد، كما انه قد أدخل مفهوم العدد صفر الذي بدأت فكرته في الهند.
ومما يمتاز به الخوارزمي أنه أول من فصل بين علمي الحساب والجبر، كما أنه أول من عالج الجبر بأسلوب منطقي علمي
صحح الخوارزمي ابحاث العالم الاغريقي بطليموس Ptolemy في الجغرافية، معتمدا على ابحاثه الخاصة. كما انه قد اشرف على عمل 70 جغرافيا لانجاز اول خريطة للعالم المعروف آنذاك.
عندما اصبحت ابحاثه معروفة في أوربا بعد ترجمتها الى اللاتينية، كان لها دور كبير في تقدم العلم في الغرب حيث عرّف كتابه الخاص بالجبر أوروبة بهذا العلم و اصبح الكتاب الذي يُدرّس في الجامعات الاوروبية عن الرياضيات حتى القرن السادس عشر و كتب الخوارزمي ايضا عن الساعة، الأسطرلاب، و الساعة الشمسية.
لا يعتبر الخوارزمي أحد أبرز العلماء العرب فحسب، وإنما أحد مشاهير العلم في العالم، إذ تعدد جوانب نبوغه. ففضلاً عن أنه واضع أسس الجبر الحديث، ترك آثاراً مهمة في علم الفلك وغدا (زيجه) مرجعاً لأرباب هذا العلم. كما اطلع الناس على الأرقام الهندسية، ومهر علم الحساب بطابع علمي لم يتوافر للهنود الذين أخذ عنهم هذه الأرقام. وأن نهضة أوروبا في العلوم الرياضية انطلقت ممّا أخذه عنه رياضيوها، ولولاه لكانت تأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية زمناً ليس باليسير.
فيتاغورث
فيلسوف و عالم رياضيات و ناسك إغريقي عاش نحو 300 - 380 قبل الميلاد، و أسس مدرسة فكرية أثرت على أفلاطون ، و كان فيثاغورس و أتباعه يعتقدون بأن كل شيء عدد معترفين بالطبيعة الرياضية للموسيقى
إقليدس
عالم رياضيات إغريقي من اسكندرية القرن الثالث قبل الميلاد ، تنسب إليه أول معالجة موضوعية للهندسة في كتابه الأصول أو العناصر ، و يعالج هذا الكتاب كذلك التناسب و العدد بما في ذلك الأعداد اللامنطقية ، و لقد كتب إقليدس أعمالا في علم الفلك و القطوع المخروطية ، و قد وصل كتاب الأصول إلى الغرب مترجما عن العربية ، و أحدث تغييرا عميقا ، و لم تكن كتب الهندسة المدرسية ، و حتى وقت قريب إلا ترجمات لإقليدس
كريستيان هيجنز
عالم فلك و جبر و رياضيات هولندي عاش في الفترة من 1629 إلى 1695 و قد ساهمت أعماله في التحليل إلى اكتشاف الحسبان
جورج فريدريك برنهارد ريمان
عالم رياضيات ألماني عاش في الفترة من 1826 حتى 1866 ، أصبح سنة 1859 أستاذا في غونتغن ، حيث كان يدرس هناك تحت إشراف جاوس ، و حاز على دعمه ، تتضمن إنجازاته الرئيسية أعمالا في نظرية الدوال و تطوير الهندسة التفاضلية من بداياتها في أعمال جاوس ، و وصف هندسة ريمانية غير إقليدية ، و اكتشاف تكامل ريمان كما وضع فرضية ريمان ، و انتخب قبل وفاته زميلا في الجمعية الملكية
رينيه ديكارت Rene Descartes
عالم و فيلسوف و رياضي فرنسي من 1596 حتى 1650 ، أسس الهندسة التحليلية ، و أدخل في الرياضيات الترميز الأسي، و الإحداثيات الديكارتية ، و طرق لحل المعادلات الحدودية ، و كان عمله في شموليته يخضع لتنهيج كل المعرفة و جعلها ترتكز فقط على ما هو واضح لذاته .
صاحب الجملة الخالدة ( أنا أفكر ، إذن أنا موجود ) و توجد هذه الجملة في نصه الكلاسيكي (خطاب في المجتمع ) فقد أصبحت رسالة ديكارت واضحة وهو في سن الثالثة و العشري في 10 تشرين الثاني 1619 .
ديكارت لا يعترف بقيمة المعرفة الحسية؛ فجعل من الشك الطريق الأساسي لبلوغ الحقيقة واعتبر أن الحقيقة من إنشاء العقل نفسه .
أمضى ديكارت فترة شبابه خارج فرنسا تجنباً للمشاكل مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية واللاهوتيين المتمكنين في السوربون، وكان ديكارت يقول (لكي تحيى بصورة جيدة عليك أن تعيش بعيداً عن الأنظار).
وقد كتب روديس لويس في سيرة ديكارت الذاتية، فذكر كرمه أولاً، إذ ساعد ديكارت خادمه الذي أصبح في ما بعد عالم رياضيات من الدرجة الأولى، وصانع أحذيته الذي أصبح عالم فضاء، وكان ديمقراطياً، وكتب باللغة الفرنسية لأنه أراد أن يصل إلى جمهور عريض يشمل النساء أيضاً اللاتي لم يتعلمن اللاتينية ولم يعرفنها- كان مولعاً بابنته فرانسين وقد دمره موتها وهي في عامها الخامس، كان يحب أن يستلقي في سريره صباحاً ويفكر/ جربوا ذلك، سيكون ذهنكم صافياً، وستأتيكم أرقى الأفكار/ أو أن ينهض مبكراً جداً - من الخامسة فجراً ليعطي دروساً في الفلسفة لملكة السويد - كريستين - 23 عاماً. وقد اضرّ به ذلك بل قتله، فقد توفي بذات الرئة وهو في الرابعة والخمسين من العمر، ودفن ديكارت وبسخرية غير متعمدة في مقبرة ستوكهولم وهي مقبرة للأطفال الذين يموتون قبل سن الرشد، و أعيد رفاته إلى فرنسا في عام 1819، ودفن في كنيسة/ سان جيرمان دي بريه، وفي قلب الحي اللاتيني في باريس.. ووصل رأسه بعد عدة سنوات وسرقه أحد المعجبين وبيع مرات عديدة قبل أن يستقر في (متحف الإنسان) في باريس .
بليز باسكال
فيزيائي ورياضي، وفيلسوف فرنسي، وُلد في مدينة كلير مونت ـ فيراند بفرنسا. أظهر نبوغا في الرياضيات منذ أن كان طفلاً. وضع في العلم أساس النظرية الحديثة في قياس درجات الاحتمال خلال الخمسينيات من القرن السابع عشر الميلادي، حيث قدم باسكال وعالم الرياضيات الفرنسي بيير دي فيرمات نظرية الاحتمالات، وناقشا بعض تطبيقاتها. كما صمم باسكال عام 1654م تنظيمًا ثلاثيًا من الأرقام يكون فيه كل رقم مساويًا لمجموع الرقمين المجاورين له من جهة اليمين، وعلى جانبه الأيسر في الصف الذي يكون أعلاه مباشرة، ويمكن استخدام هذا التنظيم الذي سمِّي مثلث باسكال في حساب الاحتمالات. وهذب حساب التفاضل والتكامل، وصاغ قانون تعادل السوائل المعروف باسمه. واخترع باسكال أيضًا آلة حاسبة تؤدي عمليات الجمع والضرب وتعود قصة اختراعها إلى منتصف القرن السادس عشر ميلادي عام 1642م حيث كان مولعا بالاكتشافات العلمية وتطبيق النظريات الرياضية فاخترع أول حاسب نصف آلي وسمي باسمه ( حاسب باسكال)، وكان ذلك بغية مساعدة والده، الذي كان يعمل في مؤسسة الضرائب محصلا للفواتير، وكان يقضي معظم لياليه مستخدما العد اليدوي في إحصاء وتدقيق حسابات المبالغ التي يحصلها، وقد كان يشكل هذا النوع البطيء من الحساب إرباكا لعائلته ، وبالتالي يكلفه جهدا ووقتا كبيرا، إلا أن هذه الآلة لم تصنع نظرا لتكلفتها العالية.
كارل فريدرش جاوش
لم يكن عمر جاوس يتجاوز 7 سنوات عندما قدم أولى ملاحظاته الرياضية النبيهة. حياة هذا العالم الكبير ارتبطت بالأرقام التي منحته أسرارها ونجح من خلالها في تحقيق الكثير من الإنجازات العلمية في مجال الرياضيات البحتة والعملية.
أحدث التلاميذ جلبة شديدة في الفصل فقرر المدرس معاقبتهم بإعطائهم مهمة صعبة ينشغلون في حلها. المهمة التي طُلب من التلاميذ القيام بها هي جمع الأعداد ما بين 1 وَ 100. ظن المعلم أن الهدوء سيعود إلى الفصل وأن انهماك التلاميذ في حل هذه المسالة الحسابية سيستمر ساعات، لكن لم تمض بضعة دقائق حتى تقدم صبي من المعلم وقال له أن محصلة جمع الأعداد هي 5050. انعقد لسان المعلم من الدهشة ثم سأل الصبي: كيف توصلت إلى هذه الإجابة الصحيحة؟. فقال الصبي إنه لاحظ أن ناتج جمع 1 + 100 هو 101، وناتج جمع 2 + 99 هو أيضا 101، وناتج جمع 3 + 98 هو كذلك 101، ويتكرر الأمر حتى نصل إلى 50 + 51، إذا كل ما علينا هو أن نضرب 101 في 50 وهي عدد مرات التكرار فيكون الناتج 5050.كان هذا الصبي النبيه، ابن السبعة أعوام، هو الرياضي الألماني العبقري كارل فريدرش جاوس. وقد دلت هذا الحادثة على دقة ملاحظته، ورهافة فهمه لعلم الرياضيات كوسيلة مبتكرة لفهم وتوصيف الظواهر الطبيعية. ارتبط جاوس منذ صغره بعالم الأرقام، حتى أنه نفسه كان يقول أنه تعلم الحساب قبل تعلم الكلام. واستمرت هذه العلاقة الحميمة طيلة حياته، نجح خلالها في اكتشاف طبيعة الأعداد الأولية، واستطاع تطوير مفهوم الأعداد المركبة، التي ساعدت في حساب الكثير من الظواهر الفيزيائية. ولم يرتضِ هذا الرياضي الكبير أن تظل أفكاره مجردة تعيش في عالم الجبر والحساب، فاستثمر نظرياته وملاحظاته في مجالات مفيدة من الحياة العملية، مثل قياس سطح الأرض وحساب مسار الأجسام الفضائية وتحديد موعد عيد الفصح فلكيا.
نبوغ مبكر
وبعد حادثة الفصل/ الصف الآنفة الذكر أدرك معلم جاوس أن الصبي يمتلك موهبة كبيرة، فعمل على دعمه في دراسته وامداده بالكتب والمراجع المهمة. وبفضل ذلك استطاع الالتحاق بجامعة جوتنجن الألمانية حيث درس الحساب واللغة والفلسفة. ومن جامعة مدينة هيلمشتادت (شمال ألمانيا) حصل على الدكتوراه عام 1799، إلا أنه عاد إلى جوتنجن للعمل كمحاضر في الرياضيات.
لم يتم جاوس عامه الثامن عشر حتى قادته ملاحظاته لطريقة يمكن بها تحديد الشكل الذي تتغير به ظاهرة معينة عن طريق مجموعة من البيانات المجموعة عن هذه الظاهرة في فترات زمنية متباينة. وتمخض عن تلك الطريقة ما بات يعرف بمنحنيات جاوس، وهي منحنيات على شكل جرس، وأحيانا تشبه الغيمة/ السحابة. وقد استفادت منها نظرية الاحتمالات كثيرا في التنبؤ بسلوك ظاهرة ما وتقدير درجة تغييرها. وفي التاسعة عشرة من عمره استطاع من خلال دراساته على المنحنيات توصيف المنحنيات الجيبية Sinosoidal Curves. كما تمكن من إيجاد طريقة هندسية لرسم السباعي عشر(مجسم هندسي يتكون من سبعة عشر رأسأ) باستخدام المسطرة والفرجار.