فقد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك أغلي نقطتين في هذا الموسم بعد تعادله مع اتحاد الشرطة بهدف واحد لكلا الفريقين, رافضا هدية المقاولون العرب الذي تعادل مع الأهلي أيضا بالنتيجة نفسها لتبقي حظوظ الأهلي قائمة بشدة نحو الوصول لمنصة التتويج في الأمتار الأخيرة من عمر مسابقة الدوري الممتاز.
بعد انتهاء الجولة الخامسة والعشرين من الدوري. قدم اتحاد الشرطة بهدف لمحمد الفيومي في الدقيقة22 من زمن الشوط الأول, وتعادل شيكابالا للزمالك في الدقيقة التاسعة من الوقت بدل الضائع من عمر الشوط الثاني. دار اللقاء الحكم توفيق السيد, وتعرض لضغوط عصيبة طوال المباراة, خاصة في الوقت الذي كان يحاول فيه لاعبو الزمالك الحصول علي ضربة جزاء طوال الشوط الثاني بعد أن حرمهم الحكم من واحدة لشيكابالا في الشوط الأول. وبرغم الاستحواذ الكبير للاعبي الزمالك علي مجريات الأمور طوال شوطي المباراة, فإن الخطورة لم تكن قائمة, ولم يكن هو الزمالك المخيف, خاصة بعد أن أهدر الشرطة ثلاث فرص من انفرادات تامة كادت تقلب الموازين, ولعب محمود فتح الله وعمرو الصفتي دورا كبيرا في هز ثقة بوبا وعصام عبدالعاطي وكيرا عند الانفرادات التامة. عاب الزمالك وجهازه الفني الدفع بكل أوراقه الرابحة في الشوط الأول فجاءت دكة البدلاء خاوية من اللاعب القناص الذي يمكن أن يقلب موازين المباراة.
شهد ستاد القاهرة كارثة تشجيعية بعد أن رفضت جماهير الزمالك أن تري فريقها مهزوما فقامت بتحطيم كل ما وجدته أمامها, وتعرض الحكام المساعدون للرشق بالحجارة, بجانب مهزلة أخلاقية عندما قام حازم إمام البديل الذي شارك لدقائق في الإطاحة بكارت الحكم ليحصل علي الطرد المباشر, فتحول اللعب إلي ساحة من الهرج والمرج أسهم فيها إبراهيم حسن الذي نزل من المدرج إلي الملعب مباشرة ليشعل المهزلة أكثر وأكثر, والغريب هو كيف يعاقب اتحاد الكرة شخصا في موقف إبراهيم حسن وهو ليس عضوا في الجهاز الفني. لقد نزل للملعب محاولا الاعتداء علي الحكم, وإبراهيم موقوف لخمس سنوات من اتحاد شمال إفريقيا, كما حاول لاعبو الزمالك الاعتداء علي أعضاء الجهاز الفني للشرطة, ومنهم علاء علي, وسعي حسام حسن لمنعه حتي إنه حاول ضربه. ما حدث كارثة أخلاقية في الملعب والمدرجات وبعد المباراة. ينطلق اللقاء سريعا من الجانبين هجمات هنا وأخري هناك مع الحرص الدفاعي للشرطة, ويسدد شيكابالا لكن في يد محمد خلف, ووضح تركيز الزمالك علي الجانب الأيمن تارة عن طريق أحمد غانم سلطان, وتارة أخري عن طريق محمد عبدالشافي, لكن الإدارة الفنية للشرطة بقيادة طلعت يوسف يفطن للأمر سريعا, ويعطي تعليماته لعصام عبدالعاطي ورضا العزب لغلق الجبهتين مع منح محمد حنفي الفرصة للتغطية علي المدافعين, ويبذل لاعبو الشرطة جهدا خارقا لغلق وتضييق المساحات أمام لاعبي الزمالك, وتسديدة من علاء علي يتصدي لها حارس الشرطة, ويستفيد الزمالك من تقدم رضا العزب, وعلي خلاف كل التوقعات تأتي لحظة التهديف للشرطة في الدقيقة22 عن طريق الكرة الثابتة من تسديدة من ضربة حرة مباشرة يتصدي لها صلاح عاشور اصطدم بالدفاع وتتهيأ لمحمد الفيومي وينفرد تماما بمرمي عبدالواحد يسددها علي يساره محرزا هدف السبق للشرطة وسط ذهول الجميع, وكاد بوبا يسجل من انفراد تام بعد أن تلقي كرة خلف الدفاع, لكن الحكم المساعد يرفع رايته بشكل خاطئ ويحرم الشرطة من محاولة للتهديف, وينال لاعبو الشرطة صفة التشجيع ويمر محمد حنفي ويمرر عرضية علي رأس محمد الفيومي ومنها لخارج المرمي.
ويسدد أحمد جعفر ولكن في يد محمد خلف, وتبدو اللياقة البدنية عالية للغاية للاعبي الشرطة مكنتهم من تحقيق أهدافهم بغلق منطقة مرماهم, ويحصل شيكابالا علي ضربة حرة من محمد نجيب مدافع الشرطة ويتكفل شيكابالا وحده بصناعة اللعب لكن بشكل فردي, ويسدد علاء علي في يد محمد خلف, ومن إحدي هجمات شيكابالا العنترية يتعرض لاعب الزمالك لعرقلة واضحة من دفاع الشرطة وبدلا من احتساب ركلة جزاء يشير باستئناف اللعب. بداية الشوط الثاني جاءت ساخنة ومثيرة.. ضغط متواصل من الزمالك علي دفاعات الشرطة, وحصار زملكاوي للثلث الأخير للاعبي الشرطة, ووضح التركيز علي شيكابالا, سواء في المراوغة لفك لوغاريتمات متاريس الشرطة الدفاعية أو صناعة الهجمات, ويسدد شيكابالا صاروخا تتصدي له العارضة, ويتكرر سيناريو الهجمات المكثفة, ووسط اندفاع الزمالك الهجومي يتلقي بوبا الكرة خلف دفاع الزمالك وينفرد تماما لكنه يتباطأ وينقذ عبدالواحد السيد فرصة مؤكدة للتهديف. ويدفع طلعت يوسف بصمويل كيرا مكان محمد الفيومي للإمساك بزمام وسط الملعب بعد المجهود الكبير الذي بذله الفيومي ورفاقه, ويسدد أحمد جعفر ويطالب بركلة جزاء لكن الحكم لا يعبأ باللاعبين. ويتكرر سيناريو هجمات الزمالك نحو مرمي الشرطة لكن العمق الدفاعي لاتحاد الشرطة يشتت كل كرة, من كرة طولية ينفرد عصام عبدالعاطي تماما بمرمي عبدالواحد السيد, لكن الأرض تنشق عن محمود فتح الله وينقذ هدفا أكيدا, ويركز الزمالك علي حازم إمام في الجبهة اليمني, ويسقط حسن مصطفي داخل منطقة الجزاء لكن الحكم يشير باستئناف اللعب.
ويلعب حسام عبدالجواد مكان محمد حنفي, ويلعب الشرطة بأربعة لاعبين في قلب الدفاع, ويتعرض بوبا للسقوط داخل منطقة جزاء الزمالك لكن اللعب يتواصل سريعا. وتشكل الهجمات المرتدة خطورة بالغة بانفرادات تامة بعبدالواحد بسبب اندفاع اللاعبين للثلث الهجومي, ومن كرة عرضية لمحمد عبدالشافي يتصدي لها شريف أشرف برأسه فوق العارضة, ويلعب خالد قمر مكان صلاح عاشور في الشرطة وكلها تغييرات للتأمين الدفاعي, ويشق شيكابالا طريقه ويلعب عرضية ينقذها الدفاع ببسالة وشجاعة, ويتكرر سقوط لاعبي الزمالك في محاولة للحصول علي ركلة جزاء, لكن خبرة دفاعات الشرطة تحول دون تحقيق رغبة لاعبي الزمالك, منها واحدة لشريف أشرف وأخري لأحمد غانم سلطان, ويحصل عمرو الصفتي علي كارت أصفر, وآخر أحمر لحازم إمام الذي أطاح بالكارت الأصفر من يد الحكم علي الأرض, ولكن شجاعة توفيق السيد جعلته يثأر لنفسه وللتحكيم ويكتفي بالأحمر, ولم يبق لحازم إمام سوي البكاء علي اللبن المسكوب, ويتوقف اللعب وتقذف جماهير الزمالك بكل ما تستطيع حمله, والغريب أن شيكابالا يقوم بدور حمامة السلام, ويستأنف الحكم اللعب في الدقيقة98 ويحاول الزمالك الذي يلعب بعشرة لاعبين, ويسدد شيكابالا من ضربة ثابتة يتصدي لها محمد خلف بأعجوبة, ويحتسب الحكم ضربة حرة مباشرة علي صمويل كيرا علي خط18 يتصدي لها شيكابالا ترتطم بالحائط, وترتد الهجمة إلي ركنية للشرطة, ومنها تسديدة لبوبا يحولها عبدالواحد السيد لضربة ركنية أخري.
ومن هجمة زملكاوية يسدد أحمد جعفر بجوار القائم مباشرة, وفي الدقيقة106 تتهيأ الكرة لشيكابالا يسددها بحرفنة شديدة محرزا هدف التعادل للزمالك يريح به الجميع! لينتهي اللقاء بالتعادل1/1 وسط أحداث كارثية.