حقائق عن الحفريات
:
:
توفر لنا الحفريات معلومات موثقة عما كانت عليه الأرض في الماضي السحيق،وفي هذه المقالة تحكي لنا الحفريات حكاية رائعة.
والحفريات عبارة عن بقايا النباتات أو الحيونات التي تعود لعصور زمنية سحيقة.وفي الحقيقة تعود معظم الحفريات إلي كائنات حية منقرضة،أي أنها لم تعد موجودة علي الأرض
الغرق أو الالتصاق
كثير من الحفريات كانت في يوم ماعبارة عن حيوانات عاشت في بحيرة أو محيط.وبعد أن ماتت هذه الحيوانات ترسبت أجسادها في القاع؛ثم غطي الوحل أو الرمل هذه البقايا.وعلي مدار ملايين السنين تحول الوحل أو الرمل إلي صخر.وضغطت أجساد الحيوانات بداخل الصخور.
والحفريات تتكون بطرق أخري أيضاً.علي سبيل المثال،فإن بعض الحشرات التصقت بمادة لزجة مثل[راتينج الأشجار](المادة الصمغية التي تسيل من الأشجار عند قطعها أو جرحها).ويشبه[راتينج الأشجار]العصير الخلوي،ويتصلب هذا[الراتينج]ببطء متحولاً إلي كهرمان،بينما الحشرة الميتة لاتزال بداخله.
ويحفظ الكهرمان جسم الحيوان ويحميه من الظروف الخارجية.إنه صعب علي المرء تصديق أن هذه الكائنات نفسها كانت تطن وتئز حول الديناصورات.
لم تكن الحشرات هي الكائنات الوحيدة التي وقعت في شراك المناطق اللزجة.فنجد في منطقة بولاية[كاليفورنيا] الأمريكية أن هناك الآلاف من القطط ذات الأسنان التي تشبه السيوف قد التصقت في برك القار.وقد حدث هذا الأمر منذ حوالي25الف سنة.ولاتزال عظام هذه القطط كما هي دون تحلل.
آثار الحياة
لا تتحول جميع البقايا النباتية او الحيوانية إلي حفريات،فبعضها تبعثره المياه أو تأكله الحيوانات. والكثير منها يتحلل ويختفي ببساطة. وفي بعض الأحيان تكون آثار الأقدام أو علامات الأسنان هي كل مايتبقي من الكائن الحي.
ويُعرف هذا النوع من الحفريات بحفرية الأثر.وعلي الرغم من أنها لم تكن جزءاً من جسم الكائن الحي،فحفريات الأثر مهمة.
فهي تخبرنا بأن حيواناً أو نباتاً بعينه عاش في يوم ماعلي الأرض.
مامدي ضخامتها؟
بعد أن يعثر العلماء علي الحفرية فإنهم يعملون معاً كالمحققين علي جمع الأدلة،وتكون في أذهانهم الكثير من الأسئة مثل: مامدي ضخامة أو صغر هذا الكائن؟ كم كانت سرعته في الجري؟والحفريات تساعد في الإجابة عن هذه الأسئلة المهمة.
هل تذكرون العقرب الذي كان أطول من قامة الإنسان؟ لقد اكتشف العلماء أن هذه العقارب كانت تعيش علي الأرض منذ ملايين السنين. وقد اعتقد العلماء أنهم عرفوا مدي ضخامة هذه الحيوانات. لكن اكتشافٌا حديثاً جعلهم يتلقون مفاجأة من العيار الثقيل.
ففي عام2007،عثر أحد العلماء علي حفرية لمخلب عقرب في [ألمانيا]. وكان الحجم الضخم لمخلب العقرب يعني أن ذلك المخلوق بلغ طوله حوالي3أمتار.إنه أطول كثيراً من إنسان بالغ!
كما أخبرتنا الحفريات بحجم كائنات تُعرف بثلاثيات الفصوص. وقد كانت هذه الكائنات الشبيهة بالحشرات تزحف في يوم ما فوق قيعان محيطات الأرض. وقد عرف العلماء من الحفريات أن بعضاً من هذه الكائنات ثلاثيات الفصوص كان في حجم ظفر إصبع اليد. بينما كان البعض الأخر في حجم طبق عشاء ضخم.
وبفضل هذه الحفريات يدرك العلماء الآن أن الحيوانات الزاحفة البائدة كانت أضخم كثيراً مما كنا نعتقد.
كم عددها؟
تخبرنا الحفريات بأمور تتعدي الملامح والسمات التي كانت عليها الحيوانات.فهي تخبرنا أيضاً بالحقبة الزمنية التي كانت تعيش فيها. ولاكتشاف هذا الأمر،فإن العلماء يدرسون الطبقة الصخرية التي عثر علي حفرية بها. فهم علي معرفة بإن الطبقات الصخرية تتراص فوق بعضها علي مدي ملايين السنين؛ ولذا فكلما زاد عمق الطبقة كان عمر الحفريات التي عثر عليها بداخلها أكبر. علي سبيل المثال عثر العلماء علي حفرية لشجيرة ورد في طبقة صخرية عميقة للغاية. وهو الأمر الذي يخبرنا بأن الورود تفتحت لأول مرة منذ ملايين السنين.
وطبقة بعد طبقة، تكشف لنا الحفريات كيف تغيرت الحياة علي الأرض. علي سبيل المثال،عثر العلماء علي حفرية لأشجار في القارة القطبية الجنوبية. لكن الأشجار لاتنمو في هذا المكان قاسي المناخ، المتجمد في الوقت الراهن؛لذا فقد اكتشف العلماء أن القارة القطبية الجنوبية كانت مكاناً دافئاً يوماً ما.
الماضي السحيق بين يديك
عندما تمسك بحفرية ما فإنك تمسك بقطعة من ماضي الأرض. وقد تكون هذه الحفرية لحشرة خماسية الأعين، او لورقة شجر طارت علي مقربة من ديناصور، أو لعلها تكون آثار أقدام لحيوان ثلاثي الفصوص كان يزحف نحو وجبة غدائه.
لعلك تنظر إلي جزء من حشرة أو سمكة ضخمة كان بإمكانها أن تقسمك إلي نصفين بفكيها. وبفضل الحفريات أدركنا أن الحقيقة قد تكون اغرب من الخيال..