كشف الباحثون عما قد يكون أحد الأسلاف المباشرين للجنس البشري.
يتعلق الأمر بكائن أطلق عليه الإسم اللاتيني أرديبيتيكوس راميدوس، يعود تاريخ وجوده إلى ما قبل أربعة ملايين وأربعمائة ألف سنة، نشر بشأنه مقال في مجلة ساينس.
وقد عثر على حفريات هذا الكائن في إثيوبيا عام 1992، لكن الكشف عن أهميتها تطلب سبعة عشر عاما.
وتُعدُ بقايا هيكل أنثى هذا الكائن -وأطلق عليها اسم "أردي"- أهم قطعة متكاملة من الحفريات.
فقد تمكن فريق الخبراء الدولي من تجميع على أهم عظام هيكلها بما فيها الجمجمة بأسنانها والذراعان والكفان والحوض الساقان والقدمان.
وتمكن الخبراء من العثور على شظايا يعتقد أنها لـ36 من أفراد المجموعة من بينهم صغار وذكور وإناث.
ويقول العلماء إن بعض خصائص هذا الكائن تشبه إلى حد كبير خصائص القردة القديم، فيما يشبه البعض منها بخصائص تنبئ بملامح شبيهة بالملامح البشرية.
تطور
رسم تقريبي لأرديبيديكوس راميدوس
كانت أردي تتقن التسلقلا على الأشجار لكنها كانت قادرة على المشي
ويضيف هؤلاء الخبراء قائلين إن أردي –التي يبلغ ارتفاعها مترا وعشرين سنتيمترا- كانت تتقن تسلق الأشجار لكنها كانت تستطيع المشي على قدمين كذلك. غير أنها لم تكن تمتلك قدما مقوسة مثل أقدامنا، ما يعني أنها لم تكن قادرة على الجري أو المشي لمسافة طويلة.
وقال عضو الفريق البروفيسور أوين لافجوي من جامعة كينت ستيت بأوهايو الأمريكية لبي بي سي: " إنها كانت تقضي نصف حياتها فوق الأشجار، حيث كانت تقتات، لكن عندما تنزل إلى الأرض فقد كان بإمكانها المشي بطريقة مستقيمة كما نفعل أنا وأنت."
و كون أردي كانت تعيش في الغابة قبل أقل من خمسة ملايين سنة قد يتعارض مع الاعتقاد السائد بأن تطور الجنس البشري جاء بسبب انقراض الغابات في بعض المناطق الإفريقية الذي دفع به إلى المشي على الأرض.
ويعتقد العلماء أن أرديبيتيكوس قد يقربهم من الحلقة المفقودة التي تربط البشر بالقردة العليا من الشيمبانزي.
ونظرا لأن ملامح أرديبيتيكوس لا تظهر على القردة الإفريقية المعاصرة فقد تكون هذه الحلقة المفقودة أقدم مما كان يُعتقد – حوالي سبعة ملايين أو تسعة ملايين سنة.