الفصل الأول
نبات البردي:
هو نبات مائي ينمو في المستنقعات أو المياه المالحة و علي جوانب الترع و الأراضي عالية الرطوبة(1) .
وقد كانت تنمو في مستنقعات الوجه البحري و لكنها الآن لا تنمو فيه لكنها لا تزال تنمو في مستنقعات السودان ، وقد كان نبات البردي اشهر النباتات الطبيعية في مصر(2) .
أهم مسميات نبات البردي في مصر القديمة :
لقد تعددت المسميات لهذا النبات و من أهمها :
1) لفظ ( محث ) و هو أكثر الأسماء شيوعا ،و ( محا) و هي تعني نبات البردي و أماكن زراعته .
2) لفظ ( تانجو ) و أطلق علي البركه و يعني أرض البردي .
3) لفظ ( واج ) و يعني الخضرة و النضارة .
4) لفظ ( ثوفني أو حوت ) و هو أسم أطلق في الدولة الحديثة و يعني أحراش البردي .
5) أسم ( منخ أو مخي ) و يعني أجزاء من البردي .
و هناك أسماء أخرى بمختلف العصور قد ذكرتها كتب هيرودوت و غيرها من الكتاب الإغريق كما عرف أيضا في بلاد الغرب و بلاد اليونان بصفة خاصة حيث أشار هيرودوت أن اليونان أطلقوا عليه أسم ( دنقراي ) بمعنى الجلد الذي كان مادة الكتابة لديهم و أشتق من هذه الكلمة لفظ ( دفتر ) في اللغة العربية و التي ما زالت مستخدمه حتى الآن .
و نجد أن الإغريق أطلقوا على ورق البردي المصري لفظ (أربي ) و ربما أشتق منه الاسم العربي ( بردي ) .
ج
1- لوكس الصناعات عند قدماء المصريين ص 235
2- عبد العزيز شاهين الأسس العلمية لعلاج البردى ص 15
بينما عرفه أهل أوروبا القدماء بأسم(Cape Tuspapyus ) نتيجة أنه كان يصل إليهم في أول الأمر من قبرص ثم يرسل إلى بلاد اليونان علي يد الفنيقين .
و في اللغة العربية تعددت أسماء البردي فمنها :
( تردي & يردي & برذي & برديه & قرطاس ) و له أسماء أخرى لكنها يونانية مثل (خراط & ضراط & خطى ).
و يعد البردي من أقدم ورق الكتابة في العالم حيث يرجع تاريخه إلى 3000 ق.م عند اكتشافه في مقابر الفراعنة في صورة مخطوطات برديه عرفت باسم كتاب الموتى و ذلك في عام 1798م حيث اعتقد المصريون القدماء أنها تساعدهم في العالم الأخر ( الموت )(1) .
و ترجع أقدم برديه كما ذكر الدكتور حسن رجب ألي عثور مجموعة من الفلاحين علي حوالي 40 بردية و قد تم بيعها إلى تاجر أوربي . و أقدم برديه وصلت إلينا ترجع إلى عهد الملك نىوسدرع(2) من الأسرة الخامسة و التي عثر عليها بمعبد شعائر لهذا الملك و هذا لا يمنع وجود أوراق أخرى مكتوبة حيث لا نعرف منذ متى عرف الإنسان كيفية استعمال ورق البردي و الكتابة عليه بالضبط و لكن وجد بسقارة ملف بردي استعمل في مقبرة من الأسرة الأولى(3) .
كيفية زراعة نبات البردي :
يعد نبات البردي من الفصيلة السعيدية حيث تتميز هذه الفصيلة بعدة خصائص منها:
أعشاب هذه الفصيلة حوليه أو معمرة .
القليل منها زاحفة لها ريزومات تحمل جذور ليفيه و ليس سيقان عقد ظاهرة.
(1-2-3) د/ عبد لعزيز شاهين الأسس العلمية لعلاج و صيانة البردى
سطحها متقطع بشكل مثلث .
تعيش في المناطق الرطبة و المستنقعات .
و من صفات هذه الفصيلة في نبات البردي أن النبات ذا مقطع ثلاثي يتكون من قشرة صلبة لها لب داخلى أبيض اللون و خلوى التركيب توجد به فجوات هوائية واسعه تتخلل الأنسجة الداخلية
وصف نبات البردى :
الساق :
عبارة عن ساق عارية من الأوراق غليظة يكثر من أسفل غير أنها تضيق عند قمتها حيث يغلفها أ وراق سميكة شاحبة اللون قصيرة ذات أطراف حادة تشبه أطراف الحربة و تميل الساق إلى الرفع تدريجيا في أجزائها العلوية حيث يوجد في الطرف العلوى أسفل الزهرة أوراق .
الأوراق :
خضراء رقيقة ذات أطراف حادة تشبه أوراق القمح(1) آلا أنها أعرض منها بكثير و ذلك ينطبق على خصائص هذه الفصيلة حيث الأوراق فيها نخيليه مرتبه في ثلاثة صفوف طوليه مقفلة و غير مشقوقة(2) .
الجذور :
توجد في الجزء السفلى لساق البردي أسفل الماء و الأوحال و تتشعب الجذور الليفية و الريزومات الزاحفة و الجذيرات المتخللة قي الطين .
الريزومات : عبارة عن ساق يمتد أفقيا تحت سطح الأرض و تتفرع في كل اتجاه و تنقسم إلى عقد و حلمات .
1- د/ محمد الصغير البردى و اللوتس ص 12 –13
2- د/ شكرى محمد تصنيف النباتات الرخوية ص 241:232
وهناك ظاهرة ينفرد بها البردي و هى أن كل فرع من الأفرع الأفقية يوجد بنهايتها العود الهوائي الذى ينقسم طوله لعدد من المربعات التى تحمل الأوراق الخضراء (1).
و الجذور فى البردي ثلاثة أنواع تتفق فى التشريح الداخلى ، لكن تختلف فى درجة تفرعها من الخارج ، و منها غير المتفرع ، و منها ما يحمل أفرع ثائرة ، و منها ما يحمل أفرع ثلاثية(2) .
الزهور :
ضيقة مركبة تتكون فى بادئ الأمر سريعا عندما يكون النبات عضا ثم تتفتح الزهرة من شعيرات رقيقة يتراوح طولها ما بين( 10 – 45 ) سم .
و يحيط بأسفل كل خيط لها أسطواني بنى اللون ارتفاعه 4 سم بينما ينتهى كل خيط منها بزهرة ثانوية تتكون من ثلاث سنابل تخرج في ثنايات طولية و ثنايات عرضية كل سنبلة عبارة عن زهرة مركبة يتراوح طولها ما بين(1-2) سم، وعرضها (6-10) سم و يصل المحو الرئيسى فيها أفرع جانبية كل فرع فيها عبارة عن سنبلة يتراوح طولها ما بين (6-10) سم وعرضها 1 سم و يبلغ عددها 16 سنبلة أو زهرة(3) .
الساق تليها قشرة خضراء و يغلف الجزء السفلى منها (الجزء المغمور فى الماء ) ببعض الأوراق الحرشفية يتراوح عددها ما بين (5:9) ورقات حمرا اللون ، و هى الفضية هى الجزء من الساق الذى يِكل لاحتوائه على قليل من السارد كان يؤكل طازجا أو مطبوخ أو مشويا .
و نجد أن نبات البردى ينمو فى المستنقعات التى يعطيها الماء عمق 50 سم تقريبا و كلما كانت التربة مغمورة بالماء جيدا كلما نتج محصول جيد .
(1-3) د/ محمد الصغير البردى و اللوتس ص 12 –13
2- د/ أحمد مجاهد مقدمة النبات العام ص 66
و يبدأ موسم الأزهار للبردى من أوائل شهر يونيو إلي أواخر شهر أغسطس و تكون الزراعة فى شهر فبراير و بعد شهر سبتمبر يأخذ النبات فى الذبول تدريجيا إلى أن يصل لمرحلة الجفاف ، ومع تقدم موسم الشتاء يصفر لونه و يتحول أسفل الساق المغطى بالأوراق الحرشفية من اللون الأبيض
الناصع إلى اللون البنى الداكن و أحيانا إلى درجة الاسمرار و يضعف النبات و ينتهى من أى اهتزازه له و يتراوح طول النبات فى حالة تمام النمو من (3-4) متر و قطر الساق يبلغ 4 متر(1)
أهم استخدامات نبات البردى :
كان البردى يستخدم فى أغراض مختلفة حيث كان يقتلع من المستنقعات و يربط فى حزم ثم ينقلون السيقان إلى المخازن(2) و كان من استخداماته :
1) استخدمه الإنسان المصرى القديم كمادة غذائية تشبه حاليا السلطة.
2) كان يستخدم فى صناعة الحبال حيث ذكر كل من ( سل ميشيون فر استوى , بللينى ) أن المصريون صنعوا حبالا من البردى و لذلك يوجد فى مصر مصدرين لصناعة الحبال إحداهما بنقوش على جدران مقبرة من الأسرة الخامسة و فى مايو عام 1942 عثر على سبع حبال سميكة مغمورة فى أحد الكهوف .
3) استخدم فى صناعه الحصير(3) حيث ذكر (بتري) أن الحصير المصنوع من البردى يرجع تاريخه إلى ما قبل و قد عثر على واحدة فى مقبرة (يويا و تويو ) للأسرة الثامنة .
1) الزراعة عند قدماء المصريون ص12-13
2) د/عبد العزيز صالح حضارة الشرق القديم
3) د/ البرت جيل النبات الأقتصادى
4) استخدم البردى فى صناعة السلال(1) و يرى (لوكسن) أن هذا الأمر مشكوك فيه حيث يمكن أن يكون دخل فى صناعة بعض الأوعية التى يحسن وصفها بالصناديق .
و قد عثر(كوبيل) على صندوق من البردى فى مقبرة (يويا و تويو) و وجد صندوق أخر فى مقبرة (توت عنخ آمون)(2) .
و هناك استخدام هام للبردى و هو فى :
( مجال الطب ) :
حيث كان يستخدم فى علاج الماصور و يفيد فى علاج الجروح الحديثة فى الفم كما انه يشفى آلام و جروح المعدة عند شربه مرة واحدة وأيضا رماد قرطاس ا لبردى قابض لذلك فأنه يمنع سيلان الدم ، و يمنع نزيف الدم فى الصدر ، وإذا أضيف رماده
إلى النبيذ فانه يصدر مادة منومة تجلب النعاس . ويفيد استنشاق دخان قرطاس البردى فى حالات الزكام .و مضغ قطع من أوراق البردى تمحى أى روائح كريهة للفم بعد أكل الثوم والبصل وشرب النبيذ .
و قد صرح بأنه عند تحويل ورق البردى الأخضر إلى عصير فأنه يفيد مرضى الطحال . كما وجد أن أماكن زراعة البردى تبعد الذباب و تخفيه من هذه المنطقة .وكان يعتقد أن ريزومات البردى كانت تستخدم فى عهد المصريون القدماء كإحدى المواد التى تدخل فى صناعة البخور ذو الرائحة الذكية لذلك فقد كان بحرقه الكهنة فى المعابد(3) .
1 ) لوكس / الصناعة عند قدماء المصريين
2 ) المرجع السابق
3 ) المرجع السابق