ستظل هجرة النبى ( صلى الله عليه و سلم ) من مكه إلى المدينه مصدرا للعطاء الذى يمد المسلمين
بالطاقات التى تساعدهم على الإ نطلاقإلى غايانهم النبيله دون أن تعوقهم فى سبيل الوصول
تلك العوائق التى يجتمع لها أهل الأرض و يتداعون لها على المسلمين ليطفئوا أنوار دينهم
و يكبتوا مبادئ الخير التى جاء بها هذا الدين حقدا عليه و حسدا من عند أنفسهم و إنقيادا لما يأمرهم ]]
يأمرهم به الشيطان من مقاومه للحق و مدافعه للفضيله
و بيان ذلك أن حادث الهجره النبويه كان ولا زال حدثا متميزا فى ذاته و متمايزا فى وقائعه
و قاطعا فى دلالته التى تؤكد للمسلمين بوضوح أن الله تعالى لن يتخلى عنهم و إنه سينصرهم على أعدائهم
على أعدائهم و سوف يمكنهم من هؤلاء الأعداء حتى لا يكونوا عائقا فى طريقهم للوصول بمبادئ الدين القويم
القويم إلى غاياتها وهو الذى أنزله الله على نبيهمو إختارهم للقوامه عليه و جعل تلك القوامه مصدر شرف كبير لهم
مصدر شرف كبير لهم كما امتن على نبيه عليه الصلاه و السلام بقوله تعالى (( و إنه لذكر لك و لقومك
و لقومك )) و الذكر هنا هو الشرف الكبير الذى تشيد الألسنة به على إمتداد التاريخ و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها
الله الأرض و من عليها فإن نصر الله و إن بدا بعيدا عن أعين المسلمين أو مستبعدا عليهم
إلا أنه قريب بإزن الله و ذلك ما يبدو من قراءة أول سطر فى حديث القرءان الكريم عن الهجره
حين قال سبحانه(( الا تنصروه فقد نصره الله إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحذن إن الله معنا
فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها و جعل كلمة الذين كفروا السفلى
و كلمة الله هى العليا و الله عزيز حكيم ))