اربعة دروس
الدرس الاول
. الدين لله والوطن لله ايضا
من قديم الازل , ومنذ فجر التاريخ , والشخصية المصرية تعبد الها , لم يجئ عصر على مصر عرفت فيه معنى الالحاد , الفراعنة من اوائل الامم التى امنت بمجئ اليوم الاخر , وجاء اخناتون يدعو الى التوحيد وعبادة الاله الواحد ( اتون )
وجاءت المسيحية ليؤمن بها المصريين وتصبح مصر قطبا فى العالم المسيحى بالكنيسة الشرقية صاحبة المذهب الارثوذكسى
وجاء الاسلام ليدخله المصريون طواعية , بل ويصبحون اكثر الشعوب حبا لال البيت , لدرجة ان فريضة الحج عند بعض المصريين تصبح ناقصة الا بزيارة الحبيب المصطفى وتجلت هذه المشاعر فى اغانى الحج مثل اغنية ( يا رايحين للنبى الغالى ) لليلى مراد والاغنية الرائعة ( القلب يعشق كل جميل ) لأم كلثوم
واصبح من تراث الحج لدى المصريين الاحتفال بالحاج وخروجه فى زفه ووصف الرحلة المباركة على جدران منزله برسم الجمل قديما او الباخرة والطائرة حديثا " راجع البيوت المصرية فى المدن والقرى والنجوع "
وتصبح مصر منارة العالم الاسلامى بالازهر الشريف
مصر شيخ الازهر والبابا شنودة , احتلت المركز الاول فى قائمة اكثر شعوب العالم تدينا فى اخر احصائية اجراها معهد جالوب الشهير , حيث بلغت نسبة التدين فى مصر 100 % ..!
وتتميز الشخصية المصرية بالتسامح الدينى الشديد , فمنذ قديم الازل والمسلم والمسيحى المصرى ينتمون الى نسيج واحد , لهم نفس الهموم والمشاكل والاحلام , اختلطت دماء المصرى المسلم بالمصرى المسيحى فى جميع الحروب التى خاضتها الامة ,
وفى ثورة 1919 قام المصري فى اتحاد فريد .. الهلال يحتضن الصليب , واتخذ منه رمزا لمصر والمصريين
لا تتحدث الشخصية المصرية عادة عن صاحب ديانة اخرى بأنه الاخر او الغريب , ولكنهما يجتمعان تحت راية الحب والتسامح
مهما حدث من انهيار للاخلاق , او انتشار الجرائم
ستجد المصرى دائما عنده خطا احمر لا يمكن تجاوزه وهو خط الدين
ولا عجب ان نجد مصر دائما متجددة فى الدعوة للاسلام
مرورا بحسن البنا الى محمود شلتوت الى سيد قطب الى الشعراوى مع حفظ الالقاب , وانتهاء بالدعاة الجدد .. عمرو خالد ومصطفى حسنى و صفوت حجازى بشكلهم المودرن او محمد حسان ومحمد حسين يعقوب و محمود الحوينى بشكلهم السلفى المعهود
مصر منبر الاسلام وشمس الدعوة التى تشع نورها الى جميع انحاء العالم
ستبقى دائما بعيدا عن اى فتنة بأذن الله تعالى
خرج ابن ادم من العدم ... قلت ياه
رجع ابن ادم للعدم ... قلت ياه
تراب بيحيا وحى بيصير تراب
الاصل هو الموت ولا الحياة ؟