ورق البردي هو نوع قديم من الورق المصنوع من نبات البردي وهو نبات طويل من العائلة الخيمية (Cyperus Papyrus) تمتد سيقانه إلى أعلى وهي ذات مقطع مثلث الشكل، وأزهاره خيمية الشكل ويرتفع نبات البردي من خمسة إلى تسعة أمتار
وقد أشتقت كلمة Paper الأنجليزية من اللفظ المصري القديم Papuro ومعناه الملكى حيث كان صنع الورق أحتكارا ملكيا.[1]
كان أول استخدام لورق البردي كان في مصر القديمة وخصوصا في دلتا النيل، وأنتقلت بعدها في العصور القديمة إلى فلسطين وصقلية، واستخدم الورق في كل نواحي مناطق البحر المتوسط، وبعض مناطق أوروبا وجنوب غربي آسيا، وقد وصل إلينا من العصر اليونانى والرومانى عدد كبير نسبياً من النصوص المكتوبة على ورق البردى، ومعظم هذه النصوص عثر عليها في مصر.
وحسب الوصف المفصل الذي تركه لنا بلين الكبير في كتابه "التاريخ الطبيعى"، فإن ورق البردى كان يصنع من ساق تلك النبتة التي توجد تحت الماء والتي يمكن أن يصل عرضها إلى عرض يد الإنسان. وبعد أن تزال كانت الساق تقسم إلى شرائح طولية تمتد إلى متر تقريباً أو ثلاث أقدام ثم توضع الشريحة فوق الأخرى بشكل عمودى. وبعد ذلك كانت الشرائح تغمر بمياه النيل ثم تجفف تحت أشعة الشمس وتصقل بعد ذلك وتسوى أطراف الورقة الناتجة أخيراً بحيث لا يتعدى طول الصفحة 25- 30سم أو من 10 إلى 12 بوصة.
وإذا كان الأمر يتعلق بنص طويل فقد كانت تلصق عدة صفحات من هذا النوع بحيث يتشكل شريط يتراوح طوله من 6 إلى 10 أمتار أو من 20 إلى 33 قدم. وفى حالات نادرة كان الشريط الواحد يمتد إلى 40 متراً أو 131 قدم وأحياناً أكثر من ذلك. وقد كان الشريط من هذا النوع يلف حول عود من الخشب أو من العاج كان يدعى "أومفالوس" من قبل اليونانيين و"أمبليكس" من قبل الرومانيين. أما اللفافة من ورق البردى فقد دعيت توموس أو كيليندروس في اليونانية وفوليمون في اللاتينية.
وحسب أحد الجغرافيين من القرن الرابع الميلادى أن ورق البردى كان ينتج في ذلك الحين في الإسكندرية، وضواحيها فقط. وقد كانت الإسكندرية، بالطبع هي الميناء الذي تأتى إليه السفن من بلدان حوض المتوسط للتزود بهذه المادة الثمينة. وفى الواقع لقد كان ازدهار الإسكندرية، الاقتصادى منذ تأسيسها ينبع من التجارة بورق البردى.