" ما هو الصدق ؟؟ ... وما هو الكذب "
الصدق ...
هو اعتقاد الحق وقوله والعمل بمقتضاه ...
وهو صفة كريمة وخصلة عظيمة تدل على سلامة الفطرة لدى المتصف بها وثقته بنفسه وبعده عن التكلف والتصنع ...
أما الكذب
فهو مخالفة القول للواقع وهو من أبشع العيوب ، ومصدرٌ للآثام والشرور
وهو الابتعاد عن الحق والنفور منه حباً لهذه الدنيا الزائلة ...
وهو رزيلة قبيحة تدل على خبث صاحبها ونقص عنصر الإيمان في نفسه وعدم الثقة بهذه النفس ...
الصدق ...
إنه بذرة تغرس في نفس الإنسان ...
بذرة تكبر وتنمو لتنتج ثمار الثقة بين الناس ...
هي بذرة إذا غرست في نفس الإنسان اقتلعت الصفاة السيئة من هذه النفس ونمت مكانها الصفاة الحميدة والأخلاق العظيمة ...
أما الكذب ...
فهو أسراب من الجراد تمر على المحاصيل ... تأكل الأخضر واليابس ...
إنه أسراب من الجراد التي تقضي على ثمار الصدق ...
أسراب من الجراد لا تبقي خلفها إلا الآثار الفظيعة ...
إنها آثارٌ من الأأخلاق السيئة وحب الرذيلة ...
الصدق ...
هو العامل المجتهد الذي يشق الطريق للأخلاق الفاضلة للدخول إلى نفس الإنسان
وهو بداية تأسيس الكثير من الأخلاق الحسنة والطيبة ...
أما الكذب ...
إنه مجموعة من الجرّافات التي تقتلع الطرق من الأرض اقتلاعاً بشعاً لتسد كل طريق تمر فيه الأخلاق الحسنة التي تسعى يائسة للوصول إلى نفس المؤمن ...
الصدق ...
إنه المصباح الذي ينير لنا الطريق نحو الحق ونحو الجنة ...
المصباح الذي لا يترك حفرة أو حجراً في الطريق إلا أظهرهما لنحذر منهما
أما الكذب ...
فهو الغشاء الذي يحيط بالمصباح ليحجب نوره عن الطريق ...
وهو الرُّقع الهشة التي تغطي حفر الطريق ليسقط في هذه الحفر كل من يدوس على هذه الرُّقع ظناً منه أنها جزء من الطريق فيهوي إلى الابتعاد عن الحق وإلى قعر جهنم والعياذ بالله ...
وليس في ما قلته مبالغة ...
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً ))
" فضل الصدق ، ومساوئ الكذب "
لقد كان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم هو الصدق
وكان الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم يؤثرون الصدق مهما كان وراءه من الألم والصعاب لأن الكذب لا يدعم الإنسان ولا ينشئ الأمم ولا المجتمعات ، بل هو سبب في دمارها وخرابها
والصدق من أخلاق المؤمنين الذين يؤمنون بالله ورسوله ولا يتطرق الشك إلى قلوبهم ، ويجاهدون في سبيل الله ،
قال تعالى :
[ من سورة الحجرات ]
وقد وصف الله تعالى نفسه بالصدق ... وجعل الصدق من أسمائه وهذا دليل على عظم منزلة الصدق ،
وبما أن الصدق من أسماء الله عز وجل ... فقد جعل الله عز وجل الظلمَ صفةً لمن يفتري على الله الكذب ، وقد نفى الله عز وجل هدايته للقوم الظالمين ،
قال تعالى :
[ من سورة الصف ]
وكذلك كان الكذب من أهم أسباب الضلال والبعد عن الهداية ،
قال تعالى :
[ من سورة غافر ]
" من فوائد الصدق "
إن الصدق صفة عظيمة ...
صفة لها الكثير من الفوائد والثمرات الجميلة ...
فهو يريح الضمير
ويزيل الهموم المكدّسة فوق القلوب
وهو ينشئ في النفس الطمأنينة الكاملة والرضا مهما كانت النتائج
فالإنسان الصادق لا يعبأ بأي شيء ولا يهتم ولا يخاف ولا يخشى أحداً إلا الله سبحانه وتعالى ...
فكل عمل يقوم به ...
وكل قول ...
وكل كلمة ...
وكل حرف ينطق به ...
كل ذلك إنما يكون مرضاة لله وحده
" من مضار الكذب "
وأما الكذب فهو ذميمة فظيعة ...
فهي تبقى القلب مهموماً ...
إن الكذاب يبقى يفكر في وجوه الناس لحظة كذبه : هل صدق كذبتي ؟ أم أنه لم يفعل ؟ فقد كانت تعابير وجهه غير مطمئنة
............... إلخ
فلا يرتاح ولا يهدئ حتى يطمئن أن الكل صدقه
وقد يكذب كذبات متناقضة تدي إلى كشف أمره
فهو لا يتذكر ماذا كذب الشهر الماضي أو ما قبل ذلك والسبب هو كثرة الكذبات .
والكذب باعث على سوء السمعة
وسقوط الكرامة
وانعدام الثقة
فلا يُصدّق المعروف بالكذب وإن نطق بالصدق فقد اعتاد الناس الكذب منه ...
واعتادوا كذلك أن لا يوثَق بمواعيده وعهوده ...
وقال عيسى بن مريم عليه السلام : ( من كثر كذبه ذهب بهاؤه )
كما أنه فوق كل ذلك باعث على تضييع الوقت والجهد الثمينين لأنه يجعل الناس تطيل البحث عن الصدق وتمييزه من الكذب ولا يمكن التمييز بينهم ...
والكذب من أسباب الفقر كذلك ...
فقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( اعتياد الكذب يورث الفقر )